منديل البركة
السيد / عبد ربه مغاريوس
اضطرتنى ظروف صحية خاصة الى المغادرة الى القاهرة بعد تشيع جثمان ابونا مرقس الى
بلدته ولم يفتنى ان اخذ بركة (منديل مسح به جبهة ابونا يقوم بتوزيعه الخدام ) وأثناء عودتى من القاهرة شعرت بصداع شديد لم اشعر بمثله من قبل ولم يكن معى احد فى القطار فتذكرت المنديل البركة ووضعته على رأسى واذا بالصداع الرهيب الذى انتبانى ينتهى تماما وكأن شىء لم يكن
فشكرت الله وعرفت كم ان بركة جثمان ابونا مرقس كانت السبب وراء شفائى
انا رايح لوهيبه
هى ارملة تقطن فى احد القرى التى كان يخدمها ابونا مرقس مرضت مرضا شديدا أثناء وجودها بالاقصر حتى شعرت انها توشك على الوفاة وأوصت من كانت فى ضيافتها ان يذهبوا بها مباشرة الى الدير عند موتها وفى تلك اليلة
رأت احد جارتها فى القرية المتنيح ابونا مرقس فى حلم مارا امام منزلها وحاولت ان تدخله منزلها لاخذ بركته فرفض بشدة قائلا "سبينى انا رايح لوهيبه "
وبحلول صباح اليوم التالى تحسنت حالة المريضة وهيبه وعادت الى قريتها وقابلتها جارتها فى اتم صحة وعند سؤالها على صحتها قالت انها استيقظت لتجد نفسها فى اتم صحة ولاتعرف السبب فقالت لا جارتها –انا هاقولك ايه السبب وحكت لها عن حلمها
انت انهاردة هاتجينى
يحكى ان المرحوم ابراهيم عطية بقرية الاقالته ان ابيه استيقظ من النوم ليحكى لاولاده انه رأى ابونا مرقس فى الحلم واعطاه قربانة وقال له انت انهاردة هاتجينى وكان رحم الله نفسه فى صحة جيدة جدا حتى انه خرج لقضاء واجب العزاء فى احد القرى المجاورة وفى طريق العودة شعر ببعض التعب وطلب من السائق توصيله للمستشفى وما هى الا لحظات بعد وصوله لها الا وكان قد ذهب الى ابيه وكاهن كنيسته السابق الذى ابلغه بأنه منتظره ..
كده برضوا يا ابونا
كان للمتنيح ابونا مرقس ابن اخت يعمل غفير فى هيئة الاثار وفى اثناء نوبة حراسته لاحظ وجود خدش بلوحة جدارية بالمقبرة وقام بالابلاغ عنها فأحيل وزملاءه الى النيابة العامة ووجهوا الاتهام له هو شخصيا لان الخدش حدث فى ورديته
وكان له اخ اصغرمنه يدعى شكرى صليب صلى بعشم متشفعا بأبونا مرقس " كده برضه يا ابونا ده لسه ما حلقش دقنه . هان عليك تسيبه "
وحسب مايحكى شكرى انه كان بين النوم واليقظة حينما رأى خاله المتنيح ابونا مرقس وو مرتدى ملابس الكهنوتية وحينما حاول لمسه وجده قد اختفى وكان الكل يرفع الصلاة من اجل المتهم بلامون صليبل لان التهمة قد تحولت الى سرقة اثار واهمال جثيم دعت المحامى اموكل من الاسرة الى طلب من الاسرة محامى كبير لان الموضوع كبير وقد يصل الى السجن والغريب انه فى يوم الجلسة فى مجمع المحاكم يخرج المحامى الى الاقرباء المتهم ىويطمأنهم "
مبروك خدنا براءة"
وكانت الصلاة الى رفعها الجميع قد رفعت حصنا ومنقذ بشفاعة ابونا مرقس
يعوزنا الوقت لنكتب الكثير عن الاحلام والروءى التى يراها اهل بيته وشعبه ولكن هناك رؤية واحدة يراها الكثيرين اذ راو حمامة بيضاء والبعض يقول ان وجهها كان وجه ابونا مرقس وكانت تلف القرية فى اليوم الثالث لنياحته
هكذا عاش ابونا مرقس وديعا كالحمام
وانطلق من اتعاب الجسد
نرجو من الرب بصلاته ان يعيننا فى جهادنا
الارضى حتى نلحق به فى السموات لنفرح معا
بالهدوء والسلام بعيدا عن الام هذا الزمان الحاضر
